المرأة

لا تخجلي من إبداء الندم.. هذا ما يتعلمه طفلكِ من اعتذاركِ إليه

عبّري عن حزنك بسبب ارتكابك خطأ في حقه

نمر بضغوط في الحياة بشكل يومي وتضيق بنا الحال أحيانا أكثر من المعتاد، ونفقد صوابنا وننسى ما تعلمناه من قواعد ضبط النفس وكيفية معاملة الأطفال ودورات التربية الإيجابية، لنبدأ بالصياح لإيقاف الأطفال عن بكائهم غير المبرر، أو لإجبارهم على فعل شيء معين بعد مطالبتهم بها عدة مرات، أو لحثهم على التوقف عن الحركة السريعة المستمرة التي تزيد من شعورنا بالتوتر.

ما يمر به الآباء من ضغوط يومية هو أمر مفهوم ولكنه ليس خطأ ولا مسؤولية الطفل ولذلك في حالة ارتكاب خطأ بحق الطفل، فيجب الاعتذار له حتى لو شعرتِ أن في هذا الأمر مبالغة، فكيف تعتذرين لطفلك ومتى وماذا يتعلم الطفل من اعتذارك؟

كيف تعتذرين؟

كتبت خبيرة التربية إيمي ماكريدي في مقالها بموقع “بوستيف بارنتج سولوشنز” سبع خطوات لتقديم الاعتذار لطفلك، وهي:

1- عبري عن حزنك بسبب ارتكابكِ خطأ في حقه وتحملي مسؤولية ما فعلتِ.

2- اشرحي سبب ارتكابك للخطأ دون لوم الطفل على ما فعله، حتى لو كان هو السبب في خطئك مثل قول “أعتذر عن الصياح لك ولكنك تستحق ذلك”، فمهمة الآباء هي تقويم سلوك أبنائهم وليس تصحيحها بخطأ آخر.

3- اعتذري عن الفعل الخاطئ دون تبريره.

وكتبت لورا ماركهام -الحاصلة على الدكتوراة في علم النفس ومؤلفة كتاب “والدان مسالمان أطفال سعداء.. كيف تتوقفون عن الصراخ وتبدؤون في الاتصال”- في مقالها بموقع “سيكولوجي توداي”، أن بعض الأباء يقولون مبررين خطأهم “كان يومي صعبا للغاية وكل شيء بالعمل كان سيئا، وبعد ذلك كنت أنت تتحرك كثيرا ولا تريد أن تهدأ، فلم أقدر على تحمل هذا أيضا وقمت بالصراخ”.

لكن يمكنكِ بدلا من ذلك قول “كان يومي صعبا للغاية وكل شيء بالعمل كان سيئا، وبعد ذلك كنت تتحرك كثيرا، ولا تريد أن تهدأ فلم أقدر على تحمل هذا أيضا وقمت بالصراخ. ولكن هذا ليس عذرا ولا أحد يستحق أن نصرخ عليه. وعندما نشعر بالغضب علينا التعبير عن هذا دون مهاجمة الشخص الآخر، والصراخ بمثابة هجوم، لذا أنا آسفة”.

4- حاولي أن تعبّري عن فهمك لما يشعر به الطفل من انزعاج أو غضب أو خوف وتقبل ما يشعر به.

5- خططي معه كيف يمكن تجنب هذا لاحقا، فهي فرصة لزيادة  التفاهم بينكما لتجنب ما يحدث فيما بعد.

6- اطلبي منه أن يسامحكِ، في طلب بسيط مثل “هل يمكنكَ مسامحتي؟”.

7- ركزي على تعديل ما حدث وإيجاد حلول له، فهذه فرصتك لتعليم ابنك كيفية التعلم من الخطأ والاستفادة منه بدل من الندم عليه.

قد يكون الاعتذار أمرا مرهقا وصعبا لبعض الآباء، ولذلك تنصح الاختصاصية الاجتماعية جوليا كولانجيلو في حوارها مع صحيفة واشنطن بوست، قائلة “إذا كان الآباء غير مرتاحين في الحديث عن مشاعرهم، يمكنهم التدرب مع صديق أو شريك الحياة، أو تدوينها والتفكير فيها”.

وتضيف “بالنسبة للأطفال يمكن استخدام لوح به وجوه تعبر عن المشاعر ويشير الطفل إلى الوجه الذي يعبر عما يشعر به لمساعدة الآباء على بدء المحادثة معهم”.

على الآباء الاعتذار عن الفعل الخاطئ دون تبريره (غيتي)

متى لا تعتذرين؟

لا تعتذري عن اختياراتك

في وقت اتخاذ الآباء قرارات كبيرة مثل الانتقال من المنزل أو الطلاق، لا يستطيع الأطفال استقبال وتقبل هذه التغيرات سريعا ولكن ليس على الآباء الاعتذار بسبب قرار في مصلحة الأسرة.

تقول إيمي مكمانوس المعالجة النفسية في لوس أنجلوس “إذا اعتذرتِ للطفل عن اختياراتكِ ستصبحين وكأنكِ أنت المسؤولة عما يشعرون به من مشاعر سلبية”. ومع ذلك يجب الاعتراف بمشاعر الطفل وتقبلها ومحاولة تحسين الوضع بالنسبة له.

لا تعتذري عن خطأ غيرك

ليس عليكِ الاعتذار عن سلوك شخص آخر، فيمكنكِ التعبير عن تفهمك لما يشعر به بدلا من الاعتذار وتقديم التعاطف له ومشاركة قصة مماثلة حدثت لك، ويكون بهدف التعاطف وليس التهوين مما يشعر به باعتبار أنه شيء طبيعي ويحدث لنا جميعا، فماذا يتعلم الطفل من اعتذارك؟

الفعل سيئ ولست أنت

عندما نعتذر عما فعلنا، فهذا لا يعني أننا أشخاص سيئون ولكن الفعل هو السيئ، فجميعنا نرتكب أخطاء ويجب أن نعتذر عنها ونتجنب ارتكابها مرة أخرى.

تحمل المسؤولية

تقول للين زاكري الاختصاصية الاجتماعية لصحيفة واشنطن بوست، إن اعتذار الآباء هو فرصة لتعليم أبنائهم، فعندما تعتذرين لطفلك عند كل خطأ ترتكبينه بحقه، سيعلمه ذلك تحمل المسؤولية والتفكير في أخطائه للتعلم منها.

الطفل يتعلم مما يراه من والديه أكثر من تعلمه مما يقولونه (بيكسابي)

فهم مشاعره

يساعد اعتذارك للطفل في التعرف على مشاعره وفهمها. تقول روزان ليساك، مديرة عيادة علم نفس الطفل في جامعة نوفا ساوث إيسترن، لصحيفة واشنطن بوست إن نقاش الآباء بعد تقديم الاعتذار يساعد الطفل في فهم ما حدث وتحديد مشاعرهم.

يزيد احترامه لوالديه

قد يخاف بعض الآباء من أن الطفل لن يحترم والديه عندما يعبرون عن أنهم ارتكبوا خطأ بحقه، ولكن هذا ليس حقيقا، فالاعتذار للطفل يزيد احترامه لك، كما يزيد احترامه وتقديره لنفسه.

يتعلم الطفل مما يراه من والديه أكثر من تعلمه مما يقولونه، فإذا كنتِ تريدين طفلا يشعر بالآخرين ويعترف بالخطأ، ويعتذر بشكل لائق، عليكِ أن تبدئين بذلك معه.

المصدر : مواقع إلكترونية + الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى