غير مصنف
شعر عروس النصر
عروس النصر
صرخَتْ وفي عمقِ المدى اهتزَّ الأزلْ
وبكت فهزّت بالدموعِ عُرى الطللْ
يا أختَ معراجِ النبوّةِ أبشري
فسراجُك الوهّاجُ كالبدرِ اكتملْ
هزّي إليك شموسَ فجرِك واهتفي
يتوهجِ الأبطالُ شمعًا للأملْ
فنشيجُ صوتِ مآذنِ الفجرِ التي
أنّتْ فقضَّ أنينُها سُرُرَ المَللْ
زأرت على أمدِ الظلام فولّدت
شمسًا تبدّى الوهجُ منها واشتعلْ
وتراقصَ الحنّاءُ في كفِّ المنى
والظلمُ لملمَ شعثَه ثم ارتحلْ
فتدللي يا قدسُ أنت عروسُنا
في دربِ حبِّك لا سبيلَ إلى الزللْ
أنفاسُ جندِك بالعطورِ تمازجت
بدمائهم يفدون طهرَك والمُقلْ
وثراك يرويه الشبابُ بنزفِهم
وشفاهُهم تُهديه فيضًا من قُبَلْ
الكلُّ تحت الأرض إلا حشدَهم
قد زاحم الجوزاءَ عانقَه زحلْ
شدّي إزارَك فاصبري وتجلّدي
ما طال ليلُ الجرحِ إلا واندملْ
هذي خيوطُ الفجرِ يومئُ ومضُها
والليلُ يسحبُ ظلَّه … بلغَ الأجلْ
والجرحُ كم آسٍ يضمدُ نزفَه
والحزنُ غادر إذ توارى واضمحلّْ
وصدى خطانا في دروبِك وقعُه
زلزالُ رعبٍ للعدوّ بلا جدلْ
ما زلتُ منتظرًا ولادةَ لحظةٍ
ريّا النّقاءِ وجفنُها منكِ اكتحلْ
في عشقِكِ الأزليِّ نبضُ قلوبِنا
ولحبِّك الأبديِّ كان ولم يزلْ
إني أرى التاريخَ عادَ صلاحُه
متوضئا والنصرُ في أبهى الحُلَلْ
ومؤامراتُ الحقدِ باتَ نسيجُها
مثلَ العناكبِ ترتدي ثوبَ الفشلْ
وقبابُها الجذلى يعودُ بريقُها
وبحسنِ طلعتِها أتوقُ إلى الغزلْ
فرجالُها الأبطالُ مثلُ جبالِهم
شمٌّ ثوابتُ ما ارتضَوا عنها البدلْ
شوقُ الجهادِ معسكِرٌ بدمائهم
والخانعون تقهقروا نحو الكسلْ
فالنحلُ لو أرخى لنومٍ رأسَه
من أين يا صحبي سيظفرُ بالعسلْ؟
هذي بلادي يستبيحُ حياضَها
نجسٌ فسُلّوا السيفَ وامتشقوا الأسَلْ
وعلى جدارِ الخوفِ شُدُّوا واثأروا
لنزيفِ قدسٍ ليس تكفيه الجملْ
وطنٌ يصيحُ وأمةٌ مسلوبةٌ
فلتنقذوا مسرى الرسولِ على عجلْ
وعلى جفونِ الشمسِ هيّا سطّروا
تاريخَ نصرٍ دون خوفٍ أو وجلْ
هاتوا عروسَ النصرِ حَنُّوا كفَّها
ولتمشِ في دربِ القلوبِ على مهَلْ
“الله أكبرُ” حان وقتُ صداحِها
آنَ الأوانُ لرفعِها أجلٌ أجلْ
بقلم الشاعرة ريما البرغوثي