الحياة والمجتمع
أخلاق

أخلاق …
وبعض الناس يقطع عنك وصلَهْ
إذا بالرأي قد خالفت عقلَهْ
يريدك نسخةً مسخًا لرأيٍ
وليس بناظرٍ في الثِّقْلِ ظلَّهْ
وليس يرى بأن العقل زَيْن
وأن المالكين الزّينَ قِلَّة
فهذا الصنف دعه ولا تقارع
نفوسا تورث الأرواح عِلَّة
تبيع أخوة وتزيد طعنا
وتمسك منك دون القصد زَلَّة
فليس أولاء إلا مثلَ وحل
وإنك في العلوّ كمثل نخلَة
وكيف النخل يهبط من علو
يجاري في حضيضٍ طيف وحلة
فلا تجعل لروحك أي قيد
ولا تقبل لعقلك أي ذِلّة
ولو أحد يقودك نحو قيد
فلا تبخل عليه بنصف ركلة
وحلق في سماء الفكر حرا
فحر العقل في الآفاق رحلة
وسدد في طريق الفكر قوسا
وخلِّ سهامه للخير قِبلة
فمرضى النفس من شرٍّ مزيجٌ
ولؤمٍ في الطباع وذي جِبِلَّة
فكن كالماس يسعدنا بريقا
وفي الميزان لا مثقال مثلَهْ
وطيب النفس يجعل منك ماسا
وكيف ستشترى وبأي عملة؟
وبعض الناس يرهقنا غرورا
يحيّر أمرنا … من أي نِحلَة ؟
ويرفع منخريه ببعض كبرٍ
يثير تساؤلا … من أي ملَّة؟
فهذا لا تطل معه وقوفا
وفارق وانس ذاك الأمر كلَّهْ
وخِرَّ تواضعا لذوي وصال
فإن الشُّهد ليس يخون نَحلَهْ
فكن كالشُّهد لا تنكر أصولا
أينكر طيبُ الأنساب أصلَهْ !؟
ومن بالغدر شبَّ وكان طبعا
به خُلُقُ اللئام يبيع خِلَّه
تواضع فالتكبر سوءُ خُلْقٍ
تذكر من حبيب الله قولَه
فما في جنة المأوى اتساع
لمن أبدى رداء الكِبْرِ حُلَّة
وأحسن فالخلود بحسن صنع
وحسن الذكر من سوءٍ مِظلَّة
ولست مفارقا دنياي حتى
يكون لبصمتي في الكون قُبلَة