قصص أطفال الخباز
كان في قديم الزمان رجلٌ طيبُ القلب ونقيُّ السريرة , كان الرجل الصالح يعمل
خبَّازاً ويصنع أطيب وأجود أنواع الخبز , و كان هذا الرجل يعطي من لا يملك النقود الخبز دون أي مقابل ، فقد كان طيب النفس كريماً سخيا .
كان الرجل الصالح يتصف بأجمل الصفات من أخلاق حميدة ، وصدقٍ ، وأمانةٍ واحترام الغير وتوقير الكبير، و العطف على الصغير، وكان الكثير من الناس يمدحون أفعاله النبيلة .
وكان هذا الرجل الطيب يكفل عائلة ًفقيرةً من الأيتام ويتصدق عليهم براتب شهري , ويحضر لهم قوتهم من الخبز وغيره , أما زوجته فهي امرأة طيبة القلب وصالحة تتصدق بالخبز والطعام عـلـى كل محتاج ، وتربي اطفالها على الأمانة والصدق والفضيلة .
كان الجميع يرجون ان يكونوا مثله ، وكان البعض يحسدون هذا الرجل على نقاء قلبه ورشاد عقله وحب الناس له .
وفي يوم من الايام اتفق بعض الرجال على عمل خطة شيطانية من اجل ايقاع الرجل الطيب في فخ ٍّ.
عـلـى أن يقول الأول : انه فاجر وقد رأيته بأمّ عيني .
ويقول الثاني : إنه سارق .
اما الثالث : فيقول انه منافق كبير ويقول عكس ما يفعل .
بدأ الثلاثةُ يخططون كيفية الايقاع بالرجل الصالح باستخدام أفكارهم الضالة الخبيثة العفنة
اتفق الرجال الاشرار على النيل منه زوراً وإفكا وبهتاناً إذْ سيلصقون به تهمة الغش .
فدخل الرجل الاول إلى مخبز الرجل، وذهب الاخر كي يلهي صاحب المخبز بالتحدُّثِ معـه حتى يستطيع أن يدس التراب والحصى داخل شُوالات القمح .
وبعـد أن انصرف الرجال ، عاد الخبارالطيب الى عمله وبعـد هنيهة من مغادرة الرجال الثلاثة للمخبز شعر الخباز ان الناس لم يعودوا يأتون لشراء الخبز منه .
فتوجـهَ إلى أحد الزبائن وسأله لماذا لم تعد يا صديقي تطلب الخبز كالمعتاد …؟
فأجابه الرجل : السبب أن خبزك غير جيد لأن فيــهِ تـراب وحصى
عندها أدرك الخباز أن الرجال الثلاثة الذين جاؤوا إليه هم من فعلوا هذه الفعلة الشنعاء
و لم يملك إلاَّ أن قال حسبيَ الله ونعم الوكيل فهو القدير الرحيم المنتقم العادل الذي لا يضيع
عنده حق .
وبعد أسبوعين ، جاءه أحد الرجال الثلاثة يبكي بحرقــة , ويقول :
أيها الرجل الطيب ، ارجوك !! سامحني فانا من قام بوضع التراب والحصى في القمح وسأعترف بذلك امام أهل القرية .
لقد نشب حريق فـي منزلي وأحرق كل ما أملك ، وَقـد أصبحـتُ لا املك اي مأوى وكان ذلك بسبب دعائك للـه وبسبب قبح ما صنعته بك .
فما كان من الخباز الطيب إلا أن سامح الرجل وكذلك أصحابه الآخرين على فعلتهم وطلب منه التوبه الى الله وعدم الاقبال على ايذاء الناس وأكل اموالهم , ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا الرجل الصالح قدوة لأهل المدينة .
ألا فاعلم يـا قارئي العزيز أن الخير الذي تقدمه اليوم ، سيعود بالخير عليك غدا ، فالله مع المتقين دائماً وأبـداً.
قال تعالى في كتابه الكريم :
( ومًنْ يَـتَقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لـهُ مَخْرَجَـا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حيث لا يحتسب ) . صدق الله العظيم
#قصص أطفال
#الكاتبة ايه حسن