صفعة حب
ذَاتِ يَوْمٍ أَغْمَضَتْ عَيْنِي وَتَأَخِيلْتَ انَّكَ بِجَانِبِي تَقْتَرِبُ مِنِّي وَتَضَمُّنِي الَى قَلْبِكِ وَتَهْمِسُ فِي أُذُنِي انًّا هُنَا وَلَانَ اكُونِ الَا بِجَانِبِكَ وَ فَجْأَةً اسْتَقِيظْتُ وَنَظَرْتُ حَوْلِي فَلَمْ أَجِدْكَ فَأَمْسَكْتُ قَلْبِي بِشِدَّةٍ وَصَرَخْتُ بِحُرْقَةٍ وَقُلْتُ لِنَفْسِي أَخْبَرْتُكَ كَثِيرًا انَ الْحُبَّ لَا يَلِيقُ بِكَ وَأَنَّ الْحُبَّ الْحَقِيقِيَّ فِي عَالَمِ الْقِصَصِ وَالرِّوَايَاتِ وَلَا وُجُودَ لَهُ فِي عَالَمِيٍّ .
تَأَلَّمْتُ رُوحِي وَبَكَيْتُ وَ لَكِنَّهَا كَانَتْ مُجْبَرَةً عَلَى رُؤْيَةِ الْحَقِيقَةِ فَالْحُبُّ الصَّادِقُ مَدْفُونٌ بِقُلُوبِ الِانْقِيَاءِ وَالِانْقِيَاءِ قَدْ مَاتُوا مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ وَأَصْبَحَتْ أَجْسَادُهُمْ تُرَابٍ .
الْحُبُّ أَيُّهَا الرُّوحُ أَرْضٌ خِصْبَةٌ خَضْرَاءُ وَاسِعَةٌ لَيْسَ لَهَا حُدُودٌ وَلَا أَرْكَانٌ ، الْحُبُّ عُمْلَةٌ انْقَرَضَتْ مُنْذُ مَلَايِينِ السِّنِينَ ، الْحُبُّ لَيْسَ قِسْمَةً وَلَا نَصِيبُ ، الْحُبُّ لَيْسَ فُرْصَةً وَلَا مَصْلَحَةَ ، الْحُبُّ لَيْسَ حُرُوفٌ عَلَى وَرَقٍ ، وَلَا كَلِمَاتِ غَزْلٍ ، الْحُبُّ بَعِيدٌ جِدًّا هُنَالِكَ خَلْفَ عِنَانِ السَّمَاءِ وَفِي اعْمَاقِ طَبَقَاتِ الْارْضِ وَ ثَنَايَا الرُّوحِ , الْحُبُّ دَوَاءٌ كُلُّ مَجْرُوحٍ وَشِفَاءُ كُلِّ عَلِيلٍ , الْحُبُّ وَمَا أَجْمَلَ تِلْكَ الْكَلِمَةِ عِنْدَمَا تَتَعَلَّقُ بِالرُّوحِ وَمَا اصْعَبَّ وَقْعُهَا عِنْدَمَا تَخُونُهَا الظُّنُونُ وَ تَضْمِدُهَا الشُّكُوكُ فَهَلْ هُنَالِكَ سَبِيلٌ الَى إِعَادَةِ الْحُبِّ الَى عَالَمِنَا كَيْفَ يَا رُوحِي وَقَدِ اخْتَلَطَ الْحُبُّ بِزَمَانِي بِالنِّفَاقِ وَالْغُرُورِ وَدَنَسَتْ كَرَامَةُ الْحُبِّ الْمَصُونِ .
أدركت أن هنالك اوْقَاتٌ نَبْحَثُ بِدَاخِلِنَا عَنْ فَضْفَضَةٍ تُعِيدُ بِنَا إِلَى مِنْطَقَةِ السَّلَامِ الدَّاخِلِيِّ ، إِلَى فَضْفَضَةٍ تُحَقِّقُ لَنَا الْإِكْتِفَاءَ الَّذِي نَحْتَاجُهُ إِلَى مَكَانٍ عَمِيقٍ جِدًّا بِدَاخِلِنَا لَا احْدَ يَجِدُهُ وَلَا يَعْلَمُ عَنْهُ ، كَمْ نَشْتَهِي ذَلِكَ الْمَكَانَ وَالزَّمَانُ الَّذِي نَهْرُبُ بِهِ مِنْ الْحَيَاةِ إِلَى الْخَيَالِ وَمِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ ، ذَلِكَ الْمَكَانُ الَّذِي نَصْرُخُ بِهِ مِنَ اعْمَاقِ صُدُورِنَا وَنَعْلَمُ أَنْ لَا أَحَدَ يَسْمَعُ الَا ارْوَاحَنَا الْمُرْهَفَةَ