الحياة والمجتمع
المهاجر المقدام
المهاجر المقدام
رسولٌ على آثارِ مَن قبلَه يقْفو
ومكةُ في تيهٍ أتى و النهى تغْفو
دعاهمْ إلى التوحيد كي يتطهّروا
فما هبلٌ ربٌّ إنِ استغفروا يعفُ
فلم يدَعوا، إلا قليلٌ، ضلالَهم
أصروا فقد أبلى عقولَهمُ الزيفُ
وآذوا رسولَ الله دون ترؤّفٍ
ليُبقيَهم أسرى جهالتِهم عُرفُ
ليثربَ يمضي بعدما كفروا به
يرافقه الصدّيقُ فهْو له إلفُ
أراد خلاصا من تكبّرِ قومه
ليحظى بأنصارٍ مِكرُّهمُ عصفُ
قبائل أوسٍ، خزرجٍ و كلاهما
لهجرته فتحٌ لنصرته سيفُ
و دولتُه عُزّتْ بخير فوارسٍ
لإعلاءِ حقٍّ بالصفوفِ همُ اصطفّوا
بهم نُشر الإسلام في الأرض و انبرى
يُبايُعه وفدٌ، يُهادنُه حلفُ
رسالتُه تمَّتْ و بلّغَ دينَه
فما لبث الكفارُ أيديَهم كفّوا
وحجَّ وداعا بالألوف مخاطبا
بياضا عظيما حولَه زُمَرًا لفّوا
فأوصى وصايا خالداتٍ و لم تزل
ينابيعَ فكرٍ نيرٍ أبدا تصفو
رؤوفٌ رحيمٌ بالعباد نبيُّنا
عنيفٌ على الأعدا إذا وجبَ العنفُ
عليه صلاةُ الله كلَّ هُنَيهةٍ
فلولاه بالإيمانِ ما هَنِئ الطرفُ
#عنان محمود الدجاني